حقوق

صدور الحكم بحق قاتل جورج فلويد ومواجهة قاسية بين العائلتين

حُكم على ديريك شوفين، ضابط الشرطة الأميركي السابق وقاتل جورج فلويد، الذي ضجّ العالم بقضيته، بالسجن 22 عامًا ونصف.

وبموجب قانون ولاية مينيسوتا، سيتعيّن على شوفين أن يقضي ثلثي عقوبته، أو 15 عامًا؛ وسيكون مؤهلاً للإفراج تحت الإشراف، لمدة سبع سنوات ونصف السنة المتبقية.

تتجاوز هذه العقوبة معايير المبادئ التوجيهية للعقوبة في مينيسوتا من 10 سنوات وثمانية أشهر إلى 15 عامًا للجريمة. ويرجّح  ذلك إلى أنّ مقتل فلويد قد أثار احتجاجات حاشدة في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأميركية والعالم على وحشية الشرطة حينها.

إلاّ أنّ القاضي بيتر كاهيل لفت إلى أنّ الحكم لم يكن مبنياً على التعاطف أو الرأي العام، بل أراد “الاعتراف بالألم العميق والهائل الذي تشعر به جميع العائلات، وخاصة عائلة فلويد”.

في مذكرة مكوّنة من 22 صفحة، كتب كاهيل أنّ عاملين مشددين يستدعيان حكمًا أقسى: شوفين “أساء منصبه في الثقة أو السلطة”، وعامل فلويد “بقسوة خاصة”. وكتب القاضي أنّ شوفين عامل فلويد “دون احترام وحرمه من كرامته الممنوحة لجميع البشر”.

وقال كاهيل إنّ الضابط السابق “بقي غير مبال بمناشدات السيد فلويد”، حتى عندما كان الأخير يتوسّل من أجل حياته، ومن الواضح أنّه مرعوب من احتمال وفاته.”

وكتب القاضي، ما قام به شوفين كان أكثر إيلاماً من السيناريو المعتاد في قضية القتل العمد من الدرجة الثانية أو الثالثة، أو قضية القتل غير العمد من الدرجة الثانية”.

شوفين قدم التعازي لعائلة فلويد

بعد أن أدلى أفراد من عائلة فلويد بإفادات حول تداعيات وتاثير الجريمة، صعد شوفين إلى المنصة بجانب محاميه وقال: “أريد أن أقدم تعازيّ لعائلة فلويد”؛ لافتاً إلى أنّ  المسائل القانونية المعلّقة منعته من قول المزيد.

هذا، وتضمنت بيانات تداعيات الجريمة على الضحية، مقطع فيديو مؤثرًا من جيانا ابنة فلويد البالغة من العمر 7 سنوات.

وقالت الفتاة الصغيرة: “أسأل عنه طوال الوقت”، وهي ترد على أسئلة تتعلق بوالدها.

عندما سُئلت عما ستقول لوالدها، أجابت: “أفتقدك وأحبك”، فيما كان يستمع  شوفين، الذي كان يرتدي قناعاً الوجه، من طاولة الدفاع.

كما تحدث شقيقا فلويد وابن أخيه عن حفلات أعياد الميلاد والتخرّج والأحداث العائلية الأخرى التي سيفوتها فلويد. وقال فيلونيس فلويد إنّه يعاني من كوابيس يسمع فيها شقيقه يتوسّل من أجل حياته ويستنجد بوالدتهما.  كما لفت إلى أنّه يسترجع شريط الفيديو الخاص بشقيقه “وهو يتعرض للتعذيب حتى الموت” على يد شوفين، ويرى بوضوح الابتسامة على وجه الشرطي السابق. وتابع، “حُكم علي أنا وعائلتي بالسجن مدى الحياة. لن نعيد جورج أبدا”. ومسح فيلونيس الدموع من عينيه وهو يتحدث عن جيانا ( ابنة أخيه المغدور). كما طالب شقيق آخر، تيرينس فلويد، بأقصى العقوبات بحق قاتل أخيه.

وقال ابن أخيه براندون ويليامز: “لا نريد أن نرى المزيد من الصفعات على الرسغ. لقد مررنا بذلك بالفعل – في مجتمعي، وفي ثقافتي.”

فيما وصفت كارولين باولنتي، والدة شوفين، ابنها بأنّه المفضل لديها و “رجل طيب”. وقالت إنّ أسعد اللحظات في حياتها كانت عندما وُلد شوفين وعندما علّقت شارته على زيه العسكري لأول مرة. وتابعت،”ديريك، أريدك أن تعرف أنني كنت أؤمن دائمًا ببراءتك، ولن أتراجع عن ذلك أبدًا”.

شوفين طلب محاكمة جديدة

رفض القاضي كاهيل اقتراح شوفين بعد صدور الحكم لمحاكمة جديدة قبل ساعات من الجلسة. وحكم كاهيل ليلة الخميس أن شوفين “فشل في إقناع المحكمة بأنّها قد ارتكبت خطأ بحرمانه من حقه الدستوري في محاكمة عادلة”. كما قضى كاهيل بأن شوفين فشل في إثبات سوء سلوك الإدعاء.

وكان محامو الدفاع قد جادلوا بأنّ “الأخطاء وانتهاكات السلطة التقديرية وسوء سلوك الإدعاء وهيئة المحلفين” تجعل المحاكمة غير عادلة.

هذا، وطالب المدعون العامون حكمًا بالسجن لمدة 30 عامًا بحقّ شوفين، قائلين إنه “سيأخذ في الاعتبار التأثير العميق لسلوك المدعى عليه على الضحية، وعائلة الضحية، والمجتمع”، وفقًا لمذكرة الحكم.

أحوال

ترجمات

أحوال

موقع أخباري يصدر عن شركة مدنية غير ربحية في بيروت، يقدم من خلال مساحة رقمية حرة وعصرية أخبارًا سريعة، عظيمة الثقة، لافتةً للنظر، ثريةً، وتفسيرًا للاتجاهات الحالية والمستقبلية، التي تؤثر في أحوال الناس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى